شعر غزل في الحب




نظرتي تعجز لتوصيف الجمال 

صورته في ناظري عيّت تغيب 

انبهرت بخلق من فوق الكمال 
و الله إنه كاملٍ عن كل عيب 

صوّره ربي فــي منظر خيال 
والعجب في كامل الوجه العجيب 

الشعر من رقـّـته يلعب دلال 
و العيون السود تشعلني لهيب 

و الجبين اشهر سيوفه بالقتال 
اوضح من النور يوم انه قريب 

و الحواجب كنها حفـّة تلال 
حكمتك في الزين بحساب و رقيب 

و مثل سلة سيف خشمه يوم مال 
يذبح العشاق و النظرة تصيب 

و الخدود أرّق من نسمة شمال 
و الملامح كلها عالم غريب 

و الهدب يقتل و لا يعطي مجال 
و من غزاه الرمش و الله ما يطيب 

و الشفايف تاخذ عقول الرجال 
من تلذذها عن الدنيا يغيب 

و في ضمـّة صدرها شي محال 
يشعر الديرة برجعة غريب 

و كل شي فيه فوق اللي يقال 
يعجز التعبير عن وصفه يجيب 

كل عاشق له حبيب ما يطال 
ذا حبيبي ما بعد غيره حبيب 

آيةٍ بالزين .. صعبه بالمنال 
تحفةٍ من عهد عيسى و الصليب 

ما يفيد القول لو كثر الجدال 
نظرتي في الزين و الله ما تخيب 

أشهد إنك مثل الحلم حال 
حطني في يدينك و اكتبلك نصيب 

اعذري الوصف هذا احتمال 
هذا الهام شاعر وقت المغيب 

حايره في شفاه محبوبك سؤال 
ليه مثلي في الهوى دايم صويب 

ـــــــــــــــ

وش أوصف من أخلاق ودلال.. 

كل الحروف ما كفتني يوم حضر

لا تسألوني عن معنى الكمال..
من نور أوصافه يعمي النظر

كيف أمتدح قدوة ومثال.. 
مدري هو ملاك أو بشر

في نور حسنه غاب الهلال..
والنجوم غرقت في أعماق البحر

في مشيته تذوب الرمال.. 
تنحال أنهار وورود وشجر

في خطوته تميل الجبال..
تحييه وتبتسم له بملئ الثغر

بالنور زاد خلي حسن وجمال..
شعاع نوره من خيوط الفجر

عسى ربي يحفظه في كل الأحوال.. 
ويحرسه من حساد عينهم جمر 


للمنظـــر الساحــر الجميـل أعين تنضرها 
وللـوصف الجميــل السـاحـر أذكار وأخبار 

فـــي أرض أنــــدلس شــاهـــدت وصفها 
زادت فــي الجمـال جمــال مــن جمالها

هـي الخيـال والحــب والجمال طبعهـــا 
عنـــد الملتقـــى والنظرة صارت قاتلي

تأملتهــــا بالحســن والجمال رأيتها 
تنظـــر إلـى السماء تأمـلا وتخيـــلى

تعـكس شعـــــاع الشمس بنـورهــــــا 
فلم تغمــــــض عيني وأيضــا لم تنـم

فسمعـت دقـات القـــلب ترسـل نحـوهـا 
والبسمة الغناء لم تخفــي نـــواجدها

فأيقنت أني بالحب والعشـق مولع بهـا 
أخـــذت مـن سهـامها فأصـابت مقتلـي

لم تري العيـن مــن الحسـن مثلها 
عنــدي بيـن الأقدميـن والمحدثيـن معا

أهي الخيال والحلم والجمال وصفهـــا 
بلي الحلم والخيال عندهـا يتحقــــق 

هـي الوصــف والحسـن واليقين يقينها 
هـي الوصـف وهي الشمس بـــــــارزة

للعيـــان وللأشجــار والزهور شعاعها 
تفـــرح الأرض بوطأتها وتسعد السحـب

تتمايــل الأغصان والأشجار بـحضرتهـا 
لهــا يطـــرب القلب ويـأنس الشجـر

أرى بقصـور البيض والجواهـر حسنها 
يتلألأ اللؤلؤ بحسنها وجمالها يتوهج

الجمال والخيال والسحر والأشواق وزنها 
تـرجـح بكل الوزن والميزان قاطبــــة 

هي ضـوء القمر والنور والحسن وجههــا 
يضـئ علــى الأرض وللسـائـريــن سبيل 

تغـار السمــاء والسحــب مـن صفائهـا 
جمال يسقـي العيون حبــا مـن الشهـد

ويفــرح نسيــم الريــح عند مرورهـا 
بهــول الحب والحســن والعشـق والأدب

لها المقلتان تشـع نورا من ضيائها 
تـرســل الأشـواق والحـب والغـــزل

مزجت حمـرة الخديــن فـي وجنتيها 
حيــاء زاد الرحمـن جمال في حسنها

أبدع الرحمــن سبحانه فــي خلـقـه 
التكبير والحمـد والشكر والإجـــلال

لا ترضـى نفســـي وتــأبي غيــرها 
هــي جمال القلــب والروح والجسـد

عــاشـــق الجمـال والحســن محلها 
أأرضـى بغيرهـا وهــي القلب والروح 

أنا بالشعر والنثـر والرسم أخط أسمها 
وفي قلب الحكيـم الأندلســي زاد جمالها 


ــــــــــــــــــ

جمال الله في خلقه


جمالٌ فوق ما وُصفَ الجمالُ 
وحسنٌ ليس يشبههُ مثالُ 

جمالُ الربِّ أبدعهُ بكونٍ 
يكيلُ بهِ الجمالَ ولا يكالُ 

وحسنُ الربِّ في الدنيا فريدٌ 
لديهِ ولا امتثالَ، فلا مثالُ 

بديعُ الصنعِ أعطى كلَّ شيءٍ 
حقيقتَهُ، ففاضَ بها الكَمالُ 

ترامى الكونُ يجمعُ خافقَيهِ 
ليحكيَ قصةً عنهُ الخيالُ 

فهذا الفجرُ في كسلٍ تمطَّى 
بنورِ النورِ يسحَبهُ انثِيالُ 

وخضرةُ وجهِ أرضٍ في بساطٍ 
تناسجهُ انسيابٌ وانهيالُ 

وأثمارٌ تبدَّى كلَّ نوعٍ 
تحاملهُ بها شجرٌ ثقالُ 

ويفتحُ ثغرهُ زهرٌ بهيٌّ 
يسبِّحُ ربَّهُ عطراً يُثالُ 

وهذا البحرُ يرقصُ فيهِ ماءٌ 
تلامعَ فوقَ موجتهِ الهلالُ 

وفيهِ من بناتِ البحرِ موجٌ 
تُلاطفُ نفسَها فيهِ الرمالُ 

وتُحمَلُ فوقَ موجِ البحرِ سُفْنٌ 
جبالٌ ليس تُشبهها الجبالُ 

يصافحُ موجَ بحرٍ بحرُ موجٍ 
ويصفعهُ بهِ غضبٌ عُضالُ 

طبيعةُ ربِّنا حسنٌ بديعٌ 
فربُّ الخلقِ يعبدهُ الجَمالُ 

وما كلُّ الجمالِ بلونِ شكلٍ 
لأنَّ العطرَ في وردٍ خصالُ 

جمالُ الناسِ تصنعهُ صَنَاعٌ 
يدٌ أُلعوبةٌ فيها كَلالُ 

وربُّ الناسِ يصنعُ كلَّ لونٍ 
وأشكالٍ يغَصُّ بها المجالُ 

فتَشمخُ في السماءِ جبالُ أرضٍ 
يمسِّدُ وجهَها مطرٌ سِجالُ 

وثلجٌ مثلَ دفءِ القطنِ عَوناً 
ومَلمسهُ الرهيفُ له كَمالُ 

إذا غنَّتْ عصافيرٌ بمَرجٍ 
سمعتُ الصوتَ في مرحٍ يُسالُ 

وإن طارتْ تصافقها جناحٌ 
بعمقِ الكونِ ما كفٌّ تطالُ 

وكلُّ الكونِ في عرسٍ بهيجٍ 
يلاعبهُ على الفرحِ اختيالُ 

يقولُ بكِلمةٍ تسبيحَ حالٍ 
ترامى في سماحتهِ الدلالُ 

يسبِّحُ كلُّ هذا الكونِ عفواً 
ونؤمَرُ نحنُ فيهِ فلا يُنالُ 

أيَعبدُ كلُّ هذا الكونِ ربًّا 
بلا عقلٍ ولا نُطقٍ يقالُ 

ونَعصى أن نقومَ بأيِّ فرضٍ 
كأنَّ الربَّ يُرضيهِ الجدالُ؟ 

لمن زُرعت رؤوسٌ فوق جسمٍ 
تحامَلها بلا خوفٍ عِقالُ؟ 

لمن سمعَ النداءَ بكلِّ أُذنٍ 
سِوى بشرٍ تغافلَ فيهِ بالُ 

لمن خُلقَ النعيمُ، ولِمْ خُلقنا 
إذا ما جالَ فينا الاحتيالُ؟ 

أيخلقُ ربُّ هذا الكونِ إنساً 
ليعبدَهُ.. فيعصيهُ الرجالُ؟ 

أَربٌّ يخلقُ الدنيا لشأنٍ 
فيرفضهُ جدالٌ واقتتالُ؟ 

غداً تقعُ الحقيقةُ بعدَ موتٍ 
وبعثٍ.. عندَها يقعُ السؤالُ 

فإمَّا في نعيمِ الخلدِ نَبقى 
وإمَّا في الجحيمِ لَنا مآلُ.



قال عنترة

فوددت تقبيل السيوف لأنها 

لمعت كبارق ثغرك المتبسم

وقال إيضا

ولو لاها فتاه في الخيام مقيمة
لما اخترت قرب الدار يوما على البعد ِ

مهفهفه والسحر في لحظاتها
إذا كلمت ميتا يقوم من اللحـد

أشارت إليها الشمس عند غروبها
تقول إذا اسود الدجي فاطلعي بعد ِ

وقال لها البدر المنير ألا اسفري
فإنك مثلي في الكمال وفي السعد ِ

فولت حياء ثم أرخت لثامــها
وقد نثرت من خدها رطب الورد ِ

وقال المتنبي

هام الفؤاد بأعرابـية سكـــنت
بيتاً من القلب لم تمدد له طنبا

مظلومة القد في تشبيهه غصناً
مظلومة الريق في تشبيهه ضربا

بيضاء تطمع في ما تحت حلتها
وعـز ذلك مطلــوبا إذا طلبا

كأنها الشمس يعيي كف قابضه
شعاعها ويراه الطرف مقتربا

وقال قيس بن الملوح

ومفروشة الخدين ورداً مضرجا
إذا جمشته العين عاد بنفسجا

شكوت إليها طول ليلي بعبرةٍ
فأبدت لنا بالغنج دراً مفلجا

فقلت لها مني علي بقبلــــةٍ
أداوي بها قلبي فقالت تغنجا

بليت بردفٍ لست أستطيع حمله 
يجاذب أعضائي إذا ما ترجرجا

وقال ايضا

ألا يا طبيب الجن ويحك داوني
فإن طبيب الإنس أعياه دائيا

أتيت طبيب الإنس شيخاً مداوياً
بمكة يعطي في الدواء الأمانيا

فقلت له ياعم حكــمك فاحــتكم
إذا ما كشفت اليوم ياعم مابيا

فخاض شراباً بارداً في زجاجةٍ
وطرح فيه سلــوة وسقــانيا

فقلت ومرضى الناس يسعون حوله
أعوذ برب الناس منك مداويا

فقال شفاء الحب أن تلصق الحشا
بأحشاء من تهوى إذا كنت خاليا

وقال جرير

ان العيون التي في طرفها حوّر
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
وهن اضعف خلق الله انسانا

وقال شاعر اخر

أني أحبـك عندمـا تـبكينا
وأحب وجهك غائما وحزينـا

تلك الدموع الهاميات أحبها
وأحب خلف سقوطها تشرينا

بعض النسـاء وجـوههن جميلة
ويصرن أجمل عندما يبكينا

وقال الأعشى

ودع هريرة إن الركب مرتحــل
وهل تطيـق وداعاًايها الرجل

غرأفرعأ مصقــــــول عـــوارضـــها
تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل

كأن مشيتها من بيت جارتها
مـر السحابة لاريث ولاعجـل

يكاد يصرعها لولا تشددها
اذا تقوم الى جاراتها الكـسل

يزيد بن معاوية 

اراك طروبا والها كالمتيم
تطوف باكناف السـحاب المخيم

اصـابك سـهما او بليـت بنظره
فـماهـذه الاسـجـيه مغــرم ِ

على شاطيء الوادي نظرت حمامه
اطالت على حسرتي وتندم ِ


اشـير اليها با لـبنان كانـما
اشير الى البيت العتيق المعـظم ِ

اغار عليها من ابيها وامها
ومن خطوه المسواك اذادارفي الفم ِ

اغار على اعطافها من ثيابها
اذا البسـتها فـوق جسـم منعمِ

واحسد اقداح تقبل ثغرها
اذا اوضعتها موضع اللثم في الفم ِ

خذوا بدمي منها فاني قتيلها
ولا مقصدي الا تجـود وتنعم ِ

ولاتقتلوها ان ظفرتم بقتها
ولكن سلوها كيف حل لها دم ِ

وقولا لها يامنيه النفس انني
قتيل الهوى والعشق لو كنت تعلم ِ

ولا تحسبوا اني قتلت بصارم
ولكن رمتني من رباها باسهم ِ

لها حكم لقمان وصوره يوسف
ونغمـه داود وعـفـــــــه مريمِ ِ

ولي حزن يعقوب ووحشه يونس
وآلام ايوب وحســـــره آدم ِ

ولما تلاقينا وجدت بنانها
مخضبه تحكي عصـاره عـــــندمِ

فقلت خضبت الكف بعدي وهكذا
يكون جزاء المستهام المتيمِ

فقالت وابدت في الحشى حر الجوى
مقاله من في القول لم يتبرم ِ

وعيشك ماهذا خضاب عرفته
فلاتكن بالبهتان والزور متهم ِ

ولكنني لما رايتك راحلا
وقد كنت كفي وزندي ومعصـم ِ

بكيت دما يوم النوى فمسحته
بكفي فاحمرت بناني من دم ِ

ولو قبل مبكاها بكيت صبابه
لكنت شـفيت النفس قبل التندم ِ

ولكن بكت قبلي فهيج لي البكاء
بكاها فكان الفضل للمتقدم ِ

بكيت على من زين الحسن وجهها
وليس لها مثل بعرب واعجم

مدنـيه الالحاظ مكيه الحشى
هلالـيه العـينين طائيـه الـفـم ِ

وممشوطه بالمسك قد فاح نشرها 
بثقر كأن الدر فيه منظـــم ِ

اشارت بطرف العين خيفه اهلها
اشاره محزون ولم تتكـــلــم ِ

فايقنت ان الطرف قدقال مرحبا
واهلا وسهلا بالحبيب المتيم


قصيدة شمس الجمال - بدر بن عبدالمحسن


هيه يا غصن تمايل بالدلال 
ما تخاف الكسر لا هب الهبوب

وما تخاف الله وتسعى بالعدال 
انصف من لحاظ عينيك القلوب

لا متى ذبح العرب عندك حلال 
تابت العالم متى عينك تتوب

مير قلبي يا لغضي بيعه محال 
ما أقدر أعطي لو تبي مني ذنوب

أشهد إنك بالحلى فقت الخيال 
وعيب حسنك كان في حسنك عيوب

شارقة في طلعتك شمس الجمال 
وجامع في ضحكتك كل محبوب

الخمل فيني انا ما بك خمال 
مشمل نوك .. وانا نوي جنوب
الكاتب
الكاتب